د. علي جمعة: الأغاني والأفلام كلام، والكلام منه الحسن ومنه القبيح
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه..
مع أسئلتكم التي ترد إلينا في هذا اللقاء على موقع "بص وطل".
يقول السؤال:
أنا
أعمل في محل إنترنت كافيه، ويطلب بعض الزبائن مني تنزيل أغنيات وأفلام على
اختلاف أنواعها وما إلى ذلك.. فما حُكم الدين في هذا الموضوع؟
الأغاني
والأفلام كلام، والكلام منه الحسن ومنه القبيح، ونحن دائما نتعاون على
البرّ والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان؛ فإن كانت تلك الأغاني وهذه
الأفلام من قبيل الكلام الحسن الذي لا معارضة فيه لشريعة ولا لعقيدة، ولا
فيه مثل هذا المغني الذي يُغنِّي فيقول: "قَدَر أحمق خُطاه"؛ هذا سَبّ
للقدر ولا يجوز ولا نتغنَّى به، أما إذا كان شيئا كـ"وُلد الهدى فالكائنات
ضياء .. وفم الزمان تبسّم وثناء".. فهذا أمر فيه مديح لسيدنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم، "أبا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد أن لي انتساب ..
مدحت الملكين فزدت قدرا وحين مدحتك اجتزت السحاب".. هناك فَرق بين هذا وبين
ذاك؛ بين الإيمان وبين الكفر، ولذلك هذا كلام حَسنه حَسن وقبيحه قبيح.
لا
بد علينا إذن أن نساعد أنفسنا على فعل الحسن وعدم فعل القبيح، ونجعل لهذا
الملتقى أو لهذا الإنترنت كافيه شروطا؛ أننا لا نذيع مثل هذه الأفلام
الفاسدة التي تدعو إلى الفُحش، والتي فيها خروج عن مقتضى الأخلاق، ولا تلك
الأغاني التي تشتمل على مخالفات صريحة، أو بعضها يسبُّ الله فلا نفعل هذا
ونفعل هذا، ونقول إن هذه هي شروط هذا المحل لا يفعل ويفعل.
سؤال آخر يقول:
أنا شاب وسأتزوّج قريبا على نفقة أبي، وظهر لي مؤخرا أن مصدر رزقي فيه شُبهة كبيرة، فخفت أن أتزوّج من حرام؟
أولا
ما هذه هي الشبهة الكبيرة؟ لأن كثيرا من الناس يظنّون أن الأمر فيه شُبهة
وليس فيه شُبهة، فيه حرام وليس فيه حرام، فلا بد عليك أن تظهر لنّا ما هذا،
فعلى كل حال كان السلف لا يسألون إلا سؤالا واحدا عن المصدر؛ يعني لو واحد
قدّم للآخر بلح، فيقول من أين أتيت به، فيقول من النخلة، خلاص لا يسأله
مرة ثانية؛ لا يقول له وكيف أتيت به من النخلة؟ هل سرقته أو اشتريته؟ هل
أخذته غصبا أم إنه قد سقط عليك على رأسك؟ ما يسأل السؤال الثاني، وكانوا
يعدّون السؤال الثاني من التنطع، ولذلك كلمة "شُبهة" كلمة خفيّة عجيبة لا
نعرف أي شُبهة، هل هي شُبهة محل.. أم شُبهة مذهب.. أم هل هي شُبهة فاعل؟
يعني ما معنى الشُبهة هذه؟ ولذلك ننصح هذا الشاب أن يأخذ من نفقة أبيه، وأن
يدعو الله سبحانه وتعالى لتحرير ما هنالك.
سؤال آخر يقول:
منذ
ثلاثين عاما تزوّجت والدتي المسلمة من رجل مسيحي، وأنجبت منه، ثمّ تزوجت
أبي وأنجبت منه ثلاثة أبناء.. فما حكم الإسلام في هذا الابن المسيحي؟ وما
موقف أمي منه؟ وما موقفه من الميراث؟ وهل أقول له يا أخي؟
نعم
هو أخوك من أمك، وهذا الذي حدث بين المرأة المسلمة والمسيحي لا ينعقد
شرعا، ولا يعترف به الإسلام، ولذلك هذه العلاقة سيصدق عليها إذا كانت الأم
تعلم أنه زنا، وإذا لم تكن تعلم أنه وطء شبهة، لكن على كل حال هذا ليس
زواجا، لمَّا خلفت الولد فالولد صار مسلما؛ لأن الأم المسلمة إذا أتت من
اغتصاب أو من علاقة فيها شُبهة أو غير ذلك كهذه الحالة بابن؛ فهو مسلم بأصل
الميلاد، ثالثا هو أخوك، ويرث من أمه إذا خرج مسلما، فإذا خرج على غير دين
الإسلام؛ فإن اختلاف الدين يمنع من الميراث.
هذا وبالله التوفيق وإلى لقاء آخر نستودعكم الله...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛